البنية الأدبيّة لقصة يوسف
والأمر الرائع بخصوص هذا هو أن هذه القصة تصعد وتهبط مثلما تفعل معظم القصص كما تتوقع. فهي تبدأ بنوع من المشكلة البدائية في الإصحاح 36، وهو عدم التناغم بين الإخوة، ولكن يتم حل عدم التناغم هذا في نهاية القصة في الإصحاحات 47-50 حيث يصبح الإخوة متناغمين معًا. من الرائع حقًا أن نرى أن هذا يخلق الخاتمة للرواية ككل، هذه القصة القصيرة كلها المعطاة عن يوسف. وعندما نتحرك للأمام تحصل على نوع من الارتفاع في التشويق حيث تصبح الأمور أكثر تعقيدًا قليلًا في الإصحاح 38-41 لأن هناك يصعد يوسف إلى السلطة، ولكن هذا يخلق تهديدات للإخوة. فالأخوة غير سعداء فعليًا بهذا. أقصد أن صعود يوسف للسلطة في مصر سيهددهم. ولكن عندما تصل لنهاية القصة، المقطع قبل الأخير من القصة في الإصحاح 47، ما نراه هو يوسف وهو يحكم، ولكن في هذه الحالة، بينما يحكم في مصر، نجد أن هذا لفائدة إخوته.
فيمكنك أن ترى التباين، البداية والنهاية ثم هذه المقاطع المتوسطة أيضًا. ثم في مركز القصة تمامًا تجد هذا الوقت الدرامي، تلك اللحظة المؤثرة عندما يتصالح يوسف واخوته بالفعل في 42-47. وهي معقدة بمعنى أن يوسف يستمر في امتحانهم ليرى أي نوع من البشر يكونون، ولكنه في الوقت نفسه ينتهي بالمصالحة. فيوجد الصعود في التوتر هذا ونقطة التحول في المركز وتدفق نزولاً إلى حل هذا الصراع، وهذا يخلق قصة موحدة عبر كل هذه الإصحاحات التي تركز على يوسف واخوته.
الدكتور ريتشارد إل. برات، الابن هو مؤسس ورئيس خدمات الألفيّة الثالثة وأستاذ زائر للعهد القديم في كلية اللاهوت المُصلَحة (Reformed Theological Seminary)، بمدينة اورلاندو، ولاية فلوريدا، بالولايات المتحدة الأمريكيّة.